بحث عن اسباب التسرب

<table style="WIDTH: 100%; mso-yfti-tbllook: 1184; mso-cellspacing: 0cm; mso-padding-alt: 0cm 0cm 0cm 0cm" class=MsoNormalTable border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"><tr style="mso-yfti-irow: 0; mso-yfti-firstrow: yes; mso-yfti-lastrow: yes"><td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; PADDING-BOTTOM: 0cm; BACKGROUND-COLOR: transparent; PADDING-LEFT: 0cm; WIDTH: 100%; PADDING-RIGHT: 0cm; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8; PADDING-TOP: 0cm" vAlign=top width="100%">


بحث عن اسباب التسرب

يشكل التعليم أداة هامة في مكافحة ظاهرة عمالة الأطفال وتسربهم من المدرسة، ورغم تطور التعليم الأساسي في مصر، ورغم زيادة عدد المدارس الرسمية وشبه مجانيتها، فإن نسبة التسرب إلى إزدياد، ففي حين يشير تقرير إدارة الإحصاء المركزي-اليونيسيف، المتعلق بوضع الأطفال للعام 2000، الى توقف نحو 9.3 في المئة من التلاميذ عن الدراسة (20 في المئة منهم في مستوى المرحلة الإبتدائية وما دون و4.10 في المئة في المستوى الثانوي)، تسجل معطيات المركز التربوي للبحوث والإنماء عام 2001-2002 ارتفاعاً في النسبة المذكورة.
تبيّن المعطيات الإحصائية أن الأسباب المادية هي العائق الأساسي لهذه الظاهرة، و65.1 في المئة من الحالات تترك المدرسة بسبب الأوضاع المادية و7.4 في المئة بسبب الرسوب وفي غياب توجيه مهني يصحح أوضاع الراسبين.
يتسرب من المرحلة الإبتدائية 47.4 في المئة و21.8 في المئة في المرحلة المتوسطة. ووفق الدراسة التي قامت بها إدارة الإحصاء المركزي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، مقدار التسرب الكبير الحاصل بين هاتين المرحلتين حيث بلغت نسبة الإبتدائيين 57.8 في المئة. في المقابل بلغت نسبة المهنيين والفنيين والتقنيين 5.1 في المئة من مجموع التلامذة والطلاب. مما يدل على ضعف المستوى المهني.
ترك شاب (19 عاماً) المدرسة قبل ستة أعوام، لينضم الى رفاقه وأخواته الذين انخرطوا من قبله في العمل. لا يبدو نادماً على تركه المدرسة، فهو ليس إلا واحداً من أولاد كثيرين، لم تمكنهم ظروفهم المادية الصعبة من الإلتحاق بالمدارس. يتحدث عن تجربته العملية في أكثر من ورشة ومحل لتصليح السيارات مثبتاً أنه ليس فاشلاً أو متسكعاً، كما يصفه كثيرون. قصة الشاب ليست إلا واحدة من حالات تسرب كثيرة في صفوف الأولاد في مصر.
يعد الفقر الدافع الأساسي للتسرب من المدارس في ظل تدهور الأوضاع الإقتصادية والمعيشية لمعظم العائلات المصرية. والكثير من الأطفال المصريين محرومين ويعيشون عند عتبة الفقر وفي منازل لا تتفق مواصفاتها مع حقهم في السكن اللائق. والكثير من الأطفال لم يذهبوا الى المدرسة قط. أما أطفال القرى فلا ترعى حقوقهم في إنماء متوازن. وانتشروا على مفارق الطرق، أطفال يركضون متسابقين على مسح زجاج السيارات، أو بيع العلكة أو الشحادة، وليس هناك من يسأل أو يهتم بهم كما لا يبدو أنه هناك من يتصدة لمعالجة هذه المشكلة الممعنة في التفاقم.
ومن الأسباب الإضافية المساهمة في تسرب التلاميذ عن الدراسة، يتبيّن أنه بقدر ما يكون المستوى التعليمي للأهل مرتفعاً ينعم الأولاد بنسبة كبيرة من الإلتحاق الدراسي المبكر، وهذه الفوارق تبدو واضحة عندما يرتفع بصورة خاصة مستوى دراسة الأم بحيث تزيد نسبة الإلتحاق 50 في المئة بين مستوى الأم الأمية وتلك التي حصلت على المستوى الإبتدائي، وما بين الإبتدائي والمتوسط أيضاً، و67 في المئة بين المتوسط والثانوي.
ويبرز التأثير الإيجابي لتعلم الأم على الإلتحاق المبكر للأطفال واستمرارهم في الدراسة، وتشير الأرقام الى أن توقف الأولاد عن الدراسة في 44 في المئة من الحالات يأتي في غياب مثل إيجابي يشجعهم على التحصيل العلمي.
كما يعتبر عدم التكيف مع النظام التربوي سبباً رئيسياً في هروب التلاميذ من المدارس، فالمدارس الرسمية تبلغ نسبتها 5.50 في المئة من مجموع المدارس تضم 5.38 في المئة فقط من مجموع التلاميذ، علماً أن ارتفاع نسبة انتساب الى المدرسة الرسمية وانخفاضها يرتبطان بشدة بالواقع الإقتصادي العام ولا يرفع المسؤولية عن عاتق المدارس، إذ تفيد بعض الحالات، عن هرب التلاميذ من سلطة المدرسين القمعيين. مما يسبب لهم حالة كره للمدرسة ونظامها التعليمي بشكل خاص.</TD></TR></TABLE>