بحث عن مشكلة ضعف التحصيل
في كثير من اللقاء مع أساتذة الجامعات، وعند الحديث عن أسباب ضعف التحصيل العلمي هذه السنوات، يلقون باللائمة بالدرجة الأولى على طالب اليوم، وتشتت فكره وانشغالاته الكثيرة وضعف تأسيسه في مراحل التعليم العام. وعند تحسس المشكلة من وجهة نظر الطلبة لا يترددون في إلقاء اللوم على بعض الأساتذة الذين، وحسب تعبير الطلبة، "كرهوهم" في الدراسة بسبب تعاملهم السلبي أو الجاف مع الطلبة، أو بسبب عدم انتظامهم في الحصص أو بتحويل مهام التحصيل العلمي بشكل كامل على الطالب عن طريق كثرة الواجبات والاختبارات والمشاريع من دون بذل الجهد اللازم لتدريس المواد بشكل متميز وجذاب ومتفاعل. وعلى كل حال فقد يكون للطرفين سبب في المشكلة، ورغم الجهود المبذولة لحل مثل هذه المشاكل، إلا أني في هذه المقالة لا أود الخوض في ظروف الطالب والبيئة المحيطة به وحل مشاكله، بل لعلي أتحدث عن أهمية أن تميز الأساتذة في العملية التدريسية ونشاطهم داخل الفصل والتحضير المحكم له، إضافة إلى نشاطاتهم البحثية.
رغم أنه غالبا ما يُطلق على المدارس المُتقدمة صفة "مدارس بحثية"، وذلك بتوجه هذه المدارس نحو توليد المعرفة من خلال التركيز على نشاطات البحث العلمي فيها،
إن التركيز على الصفة البحثية للمدرسة لا يكفي، ولا بُد من التميز التدريسي أيضاً. وعلى ذلك فالمدرسة المُتقدمة هي التي تهتم بالتدريس والبحث العلمي معاً، لا يهواها البحث فتهمل التدريس، ولا يهواها التدريس فتهمل البحث. وعلى ذلك فإن نجاح المدرسة تدريسياً وبحثياً، وليس ناجحة بحثياً فقط.
ويُمثل أساتذة المدارس وسيلتها الرئيسة في تنفيذ وتفعيل كل من نشاطاتها التدريسية الساعية لنشر المعرفة، ونشاطاتها البحثية العاملة على توليدها. لكن هؤلاء الأساتذة يختلفون في إمكاناتهم وتوجهاتهم التدريسية والبحثية. صحيح أن عدداً منهم ينجحون في الاثنين معاً، إلا أن الصحيح أيضاً أن عدداً آخر منهم يهوى التدريس وينجح فيه بدرجة أعلى، وعدداً ثالثاً يهوى البحث العلمي وينجح فيه بشكل أفضل. وعلى المدارس أن تستغل طاقات جميع الأساتذة وتشجعهم وتحفزهم على التميز في النشاط الذي يُناسب إمكاناتهم، ويخدم نشاطات المدرسةالتدريسية والبحثية.
هناك من يقول بضرورة أن يكون التدريس في المدارس مُدعماً بعقلية بحثية، بمعنى أن يكون التدريس مُؤسساً على البحث العلمي. وهذا بلا شك صحيح، ، لكنه صحيح بحدود في إطار المقررات العامة منها والتخصصية. والحدود هنا أن المقررات التأسيسية هي تلك التي يأخذها الطالب في بداية دراسته ، وهي التي تُشكل الأساس الذي تُبنى عليه الدراسة المُتقدمة. لذا لا بُد لهذه المقررات من أستاذ مُتميز "تدريسياً" يستفيد منه الطلبة في فهم الأسس واستيعابها، كي يستطيعوا الانطلاق بثقة نحو المزيد.
ولا يعني التدريس الناجح لمقررات التأسيس البعد عن عقلية البحث العلمي، بل على العكس من ذلك. فالمدرس الناجح لا يقوم فقط بتقديم ما لديه، بل يُشجع الطلبة على التفاعل والحوار وإبداء الرأي. وهذا ما يُحفز الطلبة على التفكير وتقديم التساؤلات، كما يُعزز فهمهم للقضايا المطروحة، في بيئة حرة ولكن مُنضبطة أيضاً. فكثيراً ما تكون علاقة المدرس الناجح مع الطلبة علاقة حميمة يسودها الاحترام والاهتمام المُتبادل. وغالباً ما نرى الطلبة يهتمون بإيجابيةمع المدرس المتميز أكثر من اهتمامهم بالمدرس الأقل تميزاً.
ولكن كيف يُمكن تحديد مدى نجاح الأستاذ تدريسياً.
إن المُقيّم الرئيسي للنجاح التدريسي للأستاذ هو الطالب. وهذا ما يجب أن تدركه مدارسناوتعمل به، لا أن تعتمد على آراء زملاء هذا الأستاذ، فهو ليس أستاذهم، أو على ثقته الشخصية بنفسه وادعائه التميز في التدريس، كما فعلت بعض المدارس في الماضي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الطلبة هم الذين يقيمون الأساتذة في كثير من المدارس، بل ويمنحونهم شهادات ودروع التميز التدريسي.
وإذا كانت مدارسنا تُركز في تقييمها للأساتذة وترقيتهم على عامل البحث العلمي بالدرجة الأولى، فإن عليها أن تهتم أيضاً بالعامل التدريسي. وعليها كذلك أن تُعطي لطلبتها فرصة تقييم التميز التدريسي لأساتذتهم، أو على الأقل المُشاركة فيه
في كثير من اللقاء مع أساتذة الجامعات، وعند الحديث عن أسباب ضعف التحصيل العلمي هذه السنوات، يلقون باللائمة بالدرجة الأولى على طالب اليوم، وتشتت فكره وانشغالاته الكثيرة وضعف تأسيسه في مراحل التعليم العام. وعند تحسس المشكلة من وجهة نظر الطلبة لا يترددون في إلقاء اللوم على بعض الأساتذة الذين، وحسب تعبير الطلبة، "كرهوهم" في الدراسة بسبب تعاملهم السلبي أو الجاف مع الطلبة، أو بسبب عدم انتظامهم في الحصص أو بتحويل مهام التحصيل العلمي بشكل كامل على الطالب عن طريق كثرة الواجبات والاختبارات والمشاريع من دون بذل الجهد اللازم لتدريس المواد بشكل متميز وجذاب ومتفاعل. وعلى كل حال فقد يكون للطرفين سبب في المشكلة، ورغم الجهود المبذولة لحل مثل هذه المشاكل، إلا أني في هذه المقالة لا أود الخوض في ظروف الطالب والبيئة المحيطة به وحل مشاكله، بل لعلي أتحدث عن أهمية أن تميز الأساتذة في العملية التدريسية ونشاطهم داخل الفصل والتحضير المحكم له، إضافة إلى نشاطاتهم البحثية.
رغم أنه غالبا ما يُطلق على المدارس المُتقدمة صفة "مدارس بحثية"، وذلك بتوجه هذه المدارس نحو توليد المعرفة من خلال التركيز على نشاطات البحث العلمي فيها،
إن التركيز على الصفة البحثية للمدرسة لا يكفي، ولا بُد من التميز التدريسي أيضاً. وعلى ذلك فالمدرسة المُتقدمة هي التي تهتم بالتدريس والبحث العلمي معاً، لا يهواها البحث فتهمل التدريس، ولا يهواها التدريس فتهمل البحث. وعلى ذلك فإن نجاح المدرسة تدريسياً وبحثياً، وليس ناجحة بحثياً فقط.
ويُمثل أساتذة المدارس وسيلتها الرئيسة في تنفيذ وتفعيل كل من نشاطاتها التدريسية الساعية لنشر المعرفة، ونشاطاتها البحثية العاملة على توليدها. لكن هؤلاء الأساتذة يختلفون في إمكاناتهم وتوجهاتهم التدريسية والبحثية. صحيح أن عدداً منهم ينجحون في الاثنين معاً، إلا أن الصحيح أيضاً أن عدداً آخر منهم يهوى التدريس وينجح فيه بدرجة أعلى، وعدداً ثالثاً يهوى البحث العلمي وينجح فيه بشكل أفضل. وعلى المدارس أن تستغل طاقات جميع الأساتذة وتشجعهم وتحفزهم على التميز في النشاط الذي يُناسب إمكاناتهم، ويخدم نشاطات المدرسةالتدريسية والبحثية.
هناك من يقول بضرورة أن يكون التدريس في المدارس مُدعماً بعقلية بحثية، بمعنى أن يكون التدريس مُؤسساً على البحث العلمي. وهذا بلا شك صحيح، ، لكنه صحيح بحدود في إطار المقررات العامة منها والتخصصية. والحدود هنا أن المقررات التأسيسية هي تلك التي يأخذها الطالب في بداية دراسته ، وهي التي تُشكل الأساس الذي تُبنى عليه الدراسة المُتقدمة. لذا لا بُد لهذه المقررات من أستاذ مُتميز "تدريسياً" يستفيد منه الطلبة في فهم الأسس واستيعابها، كي يستطيعوا الانطلاق بثقة نحو المزيد.
ولا يعني التدريس الناجح لمقررات التأسيس البعد عن عقلية البحث العلمي، بل على العكس من ذلك. فالمدرس الناجح لا يقوم فقط بتقديم ما لديه، بل يُشجع الطلبة على التفاعل والحوار وإبداء الرأي. وهذا ما يُحفز الطلبة على التفكير وتقديم التساؤلات، كما يُعزز فهمهم للقضايا المطروحة، في بيئة حرة ولكن مُنضبطة أيضاً. فكثيراً ما تكون علاقة المدرس الناجح مع الطلبة علاقة حميمة يسودها الاحترام والاهتمام المُتبادل. وغالباً ما نرى الطلبة يهتمون بإيجابيةمع المدرس المتميز أكثر من اهتمامهم بالمدرس الأقل تميزاً.
ولكن كيف يُمكن تحديد مدى نجاح الأستاذ تدريسياً.
إن المُقيّم الرئيسي للنجاح التدريسي للأستاذ هو الطالب. وهذا ما يجب أن تدركه مدارسناوتعمل به، لا أن تعتمد على آراء زملاء هذا الأستاذ، فهو ليس أستاذهم، أو على ثقته الشخصية بنفسه وادعائه التميز في التدريس، كما فعلت بعض المدارس في الماضي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الطلبة هم الذين يقيمون الأساتذة في كثير من المدارس، بل ويمنحونهم شهادات ودروع التميز التدريسي.
وإذا كانت مدارسنا تُركز في تقييمها للأساتذة وترقيتهم على عامل البحث العلمي بالدرجة الأولى، فإن عليها أن تهتم أيضاً بالعامل التدريسي. وعليها كذلك أن تُعطي لطلبتها فرصة تقييم التميز التدريسي لأساتذتهم، أو على الأقل المُشاركة فيه